كل عام وأنتم بخير
أحب أجواء رمضان كثيراً، أحب ليله الطويل ونهاره ...الفاضي...خصوصاً وانا في اجازة من العمل
بس رمضان هذه السنة أقبل محمل بسلة من المنغصات و"المقلقات" والمحزنات
بدءاً من موضوع القمني المكدر، مروراً بموضوع كاتش المخزي، ولا أتذكر ترتيب ظهورهما
ثم حادثة الجهراء التي حاولت جاهدة أن أجد فيها ملاماً، أو جانياً، فلم أفلح، حتى المجنونة التي تمت الجريمة على يديها أجدها ضحية من نوع آخر، ضحية ظروف ومجتمع وقهر له تاريخ
ثم أتت الرطوبة فجثمت على قلبي وعقلي ونفسي بلزوجة لعينة مستحضرة اسطورة نهاية العالم في 2012، فأنا من عشاق تلك النظرية، وان كنت من غير المصدقين بها، فأجدني أربط كل المظاهرالطبيعية التي تأخذ منحى غير طبيعي بهذا الموعد المحتوم
ثم بدءت مسلسلات رمضان....فوقع العويل والدموع الملونة بسواد الكحل والماسكارا الثقيل موقع المخاط في البلعوم، آسفة على التعبير، وكان للديكور الذي لا أدري كيف أصفه...وقح...قبيح...فظيع...موقع الحارج يرتفع لهيبه من المريئ بعد عشر أو خمسة عشر قطعة من اللقيمات
خيبة أمل في مسلسل الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا لم تعدني لقسوتها كل مسلسلاته وأعماله الفنية المتأرجحة السابقة..."الحب الكبير" جب ما قبله....انتهى عهد وبدء عهد....وانا على الفن لمحزونون
ثم افتتاحية القبس، أجرأ وأجمل وأصدق وأحزن افتتاحية عربية منذ زمن، أحزنتني أن تظهر في جريدة كويتية، لا نستحق، والكويت لا تستحق، زعلت وايد...وايد
وكان أن فرج عن قلبي برنامج صوتك وصل، بالرغم من بعض السخافة والوقاحة، الى أن اشتكى بعض نوابنا المرهفين فأوقف البرنامج متبوعاً بمجزرة اعلامية...بينما يغرد الطبطبائي حول الحفلات وبرامج الرياضة النسائية...ولا أدري، وبوضوح أقولها، متى يتوقف هذا النائب عن التفكير في الجنس ويخرج عن حيز الجسد الى حيز البلد؟؟
وعليه، اتجهت للداون لود، ولمسلسلات مستوردة علها تخفف من حر ما في قلبي، فبدأت في مشاهدة هذا المسلسل
فسم بدني، حفظكم الرب، بالسم الزعاف، والمصيبة أنني لا أستطيع التوقف عن مشاهدته
ومالي خلق أحكي حكايته، عندكم جوجل، اسألوه
واليوم هو أول يوم دوام للأولاد في المدرسة على ايقاع انفلونزا الخنازير، وظلها القميئ يخيم على بيت والدي الذي وقع طريح الفراش وقبل حتى أن نعرف نتائج التحاليل، ملؤوا جسده العزيز بالتاميفلو وأدوية أخرى، وهم أقرب للاعتقاد بأن الموضوع انفلونزا عادية، ولكن، هي التعليمات الجديدة،كل من عطس يبادرونه "يرحمك الله" ثم يخبطونه بالتاميفلو من باب الوقاية القصوى، وأنا لا أستطيع أن أزوره، وهو لا يرد على التلفون
والشوارع مزدحمة لحد البكاء
وأنا مشتاقة له وهو يجلس على بعد مترين على مكتبه، وكأن المنغصات أعلاه نقلتني الى مكان بعيد
بس...كل شي ثاني تمام